يمكن لطريقة التفكير السليمة وبيئة العمل المناسبة أن تحوّل حتّى أصعب التحدّيات إلى فرص
علاء شلاش، أخصّائي منتج أول في مجال طبّ الأورام/ الطبّ التخصصي في سوريا يشارك رحلته بالانضمام إلى فريق متميز في شركة باير ويتحدّث عن مسيرة تطوره بالعمل.
بدأت قصّتي بتغييرٍ في الخطط. فعندما تخرّجت من الجامعة الدولية للعلوم والتكنولوجيا في سوريا عام 2010، أردت مغادرة بلدي وخوض رحلة العمل في مجال التسويق في الخارج. في ذلك الوقت، اعتقدت أن أمام الصيادلة خيارات محدودة جداً بعد التخرّج، فإما العمل يكون في صيدلية محلية أو الاستمرار في الأوساط الأكاديمية للحصول على شهادة الدكتوراه. وكان هناك خيار آخر مُتاح وهو العمل في قسم التسويق في شركة أدوية، وهو قطاع أحببته وكان لديّ شغف كبير به. لذلك، عندما سمعت أن باير لديها فرصة في سوريا، وضعت كل أفكاري وخططي الأخرى جانباً وتقدّمت لهذه الوظيفة على الفور.
في يناير 2011، تم تعييني كمندوب طبي مسؤول عن قطاع الطب التخصصي والمواد الظليلة. كان قرار البقاء في سوريا وعدم السفر نقطة تحوّل في حياتي، إذ تحقّق حلمي بمواصلة العمل في التسويق (المجال الذي أحببته حقاً) في شركة مرموقة مثل باير. فكانت ثقافة العمل في باير مصدر الهام إلى درجة أنّني ما زلت أعمل في الشركة منذ 12 عاماً.
باتّباع النهج الصحيح، يمكن تحويل التحديات إلى فُرص
في مارس 2011، تسبّبت أحداث الحرب المؤسفة في سوريا بقلب السوق رأساً على عقب. ونتيجة للمخاوف الأمنية، كان هناك حظر على السفر، مما جعلني -وباعتباري الوافد الجديد إلى الميدان هناك- المسؤول الوحيد عن تغطية المنطقة بالكامل، علما بأن إدارة باير قامت بوضع سلامة موظفيها في طليعة أولوياتها، اذ لا يزال فريقنا يعمل بلا كلل في ظل هذه الظروف لمواصلة مهمّتنا لتقديم منتجات الرعاية الصحية الأساسية للمستشفيات والأطبّاء ومواصلة أنشطتنا التعليمية والتوعويّة.
وفي ظلّ تصاعد التوتّر، كان على أعضاء فريقنا السفر أحياناً إلى البلدان المجاورة لمقابلة أخصائي الرعاية الصحية الرئيسيّين، حيث كان من المستحيل في كثير من الأحيان مقابلتهم في سوريا، نظراً لخطورة التنقل من منطقة الى منطقة داخل سوريا وحتى خارجها خلال هذه الفترة. مع ذلك، تلقّى فريقنا دعماً مذهلاً داخل الشركة، مما أثبت مدى التزام الجميع بقيمنا، LIFE أي القيادة والنزاهة والمرونة والكفاءة.
وخلال 10 سنوات من الحرب في سوريا، ورغم العمل في سوق شديد الصعوبة ومتواصل التغيُّر، وضمن فريق صغير للغاية مؤلّف من ثلاثة موظفين فقط لكلّ البلد، حافظنا على استمرارية أعمالنا القديمة، وتمكنّا من إطلاق منتجات جديدة وتوسيع سوقنا، إلى جانب الاستمرار في مواكبة التوجّهات الراهنة. وكان سرّ كل ذلك هو الدعم الذي قدّمناه لبعضنا البعض كفريق متماسك ومتلاحم، بالإضافة إلى امتلاكنا لخطط عمل بديلة دائماً وسرعة تكيّفنا مع الظروف.
اغتنم كل فرصة ممكنة للنمو
عام 2014، تم تعييني كأخصائي منتج مسؤول عن قسم الطبّ التخصصي/ أمراض القلب وتولّيت مهمة إطلاق منتج جديد داخل البلاد مع فريق صغير جداً. مع ذلك، ما زلت حتى الآن أفتخر بنجاحنا في إطلاق المنتج عام 2015.
كان أحد أحلامي منذ حصولي على شهادة البكالوريوس وبدء مسيرتي المهنية في باير أن أحصل على ماجستير في إدارة الأعمال. ويسعدني أن أقول إنني حقّقت هذا الحلم تدريجياً. ففي عام 2018، بدأت برنامج ماجستير إدارة الأعمال لمدة عامين، وبدعم من عائلتي في باير، تخرجت من المعهد العالي لإدارة الأعمال بشهادة ماجستير إدارة الأعمال التي لطالما صبوْت إليها.
وفي يناير 2022، بدأت مهمة جديدة حيث أُحيل لي قسم الأورام في سوريا. أبدأ كل يوم بترقّب وحماس لاستكشاف هذا التحدّي، وأتولى إنجاز كل مهمة في ضوء هذه المسؤولية. لديّ دافع دائم لخوض غمار التحّديات الجديدة، الأمر الذي شجّع مديريّ على تعييني على رأس مشاريع وفرص عمل جديدة ومشوّقة بانتظام. أنا فخور جداً بالنجاحات التي حقّقتها في كل تلك الفرص.
يمكن أن نحقق كل ما نطمح إليه من خلال دعم الأسرة والالتزام بتطوير الذات
أنا محاط بعائلة داعمة للغاية، وتضمّ كل من أمي، وأبي، وأختي، وخطيبتي. وبفضل دعمهم الراسخ ورعايتهم، أتمكن من النمو والنجاح ولا سيّما مساندة والدتي، فقد كان الفضل لتفانيها ودعائها المستمر من أجلي في صناعة كل النجاحات والإنجازات التي حقّقتها في حياتي.
أنا أيضاً ملتزم للغاية بتطوير ذاتي، ومن الإنجازات التي أفخر بها خسارة ما يقرب من 42 كيلوجراماً من وزني بشكل طبيعي خلال 3 أشهر. ومن عناصر تطوير الذات بالنسبة لي أيضاً الرغبة في التعلّم والاستعداد لاستكشاف مواضيع ومجالات جديدة. أعتقد أنه يمكنك فعل أي شيء تعتزم فعله وتصرّ عليه، وإنجازاتي الشخصية والمهنية تشكّل شهادة ملموسة على ذلك.
“الله تعالى سيسهّل دربك، حتّى وإن أغلقت أمامك كل الطرق.”
