تكمن القيمة المؤسسية الحقيقية في الموارد البشرية وبيئة العمل الإيجابية

Bayer Middle East
5 min readJul 28, 2022

فريد زكري هو مدير التسويق التجاري لمنطقة الخليج العربي لدى شركة باير الشرق الأوسط. ويخبرنا في منشوره عبر مدوّنة الموظفين عن حياته الشخصية ومسيرته المهنية وأهمية بناء الثقة خلال الأوقات التي نشهد فيها تغيّرات جذرية.

تلقيت تعليمي في جامعة القاهرة في عام 2009 وحزت على شهادة في الصيدلة، لكنّ مسيرتي المهنية بدأت قبل ذلك بكثير. فأثناء دراستي في الجامعة، عملت في مجالات متنوّعة خلال سنواتي الدراسية ودخلت مجالات التسويق وأبحاث السوق والإعلانات الرقمية والاتصالات السلكية واللاسلكية.

فقرار الانتقال من مجال الاتصالات السلكية واللاسلكية إلى قطاع الرعاية الصحية لم يكن بالقرار السهل أبداً. لكن باير، كما وصفها لي الموظفون آنذاك، كانت -وما زالت- تمتاز ببيئة عمل غنية بفرص النمو والتقدّم السريع على الصعيد المهني. وكان ذلك بمثابة فرصة قلّما يحصل المرء عليها، وبالتحديد بعد فترة قصيرة جداً من تخرّجي من الجامعة.

الوصول إلى هذه المرحلة الانتقالية في حياتي المهنية جعلني أدرك في وقت مبكر ما تعلّمته خلال السنوات اللاحقة من مسيرتي المهنية، ألا وهو أنّ نجاح الشركة يرتكز أولاً وقبل كلّ شيء على الأفراد وبيئة العمل، وذلك بالطبع إلى جانب الحوافز المقدّمة للموظفين وطبيعة العمل نفسه.

تطوّر فريد خلال فترة عشر سنوات من ممثل الفريق الطبي ليتولى منصب مدير تسويق العلامة التجارية للمنطقة دون الإقليمية في الشرق الأوسط

بيئة العمل المناسبة في باير

عند انضمامي إلى شركة باير في عام 2011 لأمثل الفريق الطبي فيها، كان فريق عملنا المتخصّص بصحّة المستهلك في المملكة العربية السعودية ما زال صغيراً مقارنة بفرق الشركات العالمية الكبرى التي أتيحت لي فرصة العمل فيها في الماضي. وبالرغم من ذلك، شعرت منذ اللحظة الأولى بالإمكانات القويّة التي كان يتمتّع بها فريق عملنا آنذاك.

شخصياً، أعتقد أنّ الموظفين يميلون إلى الدفاع بشكل تلقائي عن الشركات التي يعملون فيها عندما يحصلون على التقدير الذي يستحقونه، ضمن بيئة عمل إيجابية تشمل الجميع من دون استثناء. والسبب الحقيقي الذي دفعني إلى اتخاذ قرار الانتقال إلى باير هو التجارب الناجحة التي سمعتها عن بيئة العمل والموظفين الذين يعملون هناك. فهو ما جعلني أرغب حقاً بالانضمام إلى مثل هذا الفريق.

ولحسن الحظ، وجدت المكان المناسب حيث يمكنني اغتنام ما يُقدّم لي يومياً من فرصٍ للتعلّم والنمو. وسرعان ما تولّيت منصب مدير مبيعات المنطقة، حيث كنت مسؤولاً عن إدارة أكثر من مجال عبر قنوات متعددة. وبحلول عام 2020، أصبحت مدير التسويق التجاري لمنطقة الخليج العربي ، وهو منصب أشغله وأستمتع بأدائه لغاية اليوم.

وإذ أنظر إلى السنوات العشر الماضية، أشعر بفخرٍ كبيرٍ لإسهامي في تحقيق التحوّل على صعيد أعمالنا المرتبطة بسوق صحة المستهلك، والتي تحوّلت من سوق صغير في الشرق الأوسط إلى رائداً في السوق اليوم. ويسرّني جداً أن أرى الشركة تحقق كلّ هذه النجاحات بفضل فريق عملها المتماسك والقوي.

لا يقتصر نجاح الشركات اليوم على الخدمات التي تقدمها فقط، بل يعتمد أيضاً على الأفراد العاملين بها

تتلخّص تجربتي في قطاع صحّة المستهلك في باير باستنتاج بسيط توصلّت إليه خلال سنوات عملي مع مدرائي السابقين، ألا وهو أنّ الموظفين هم الركيزة الأساسية لأيّ شركة. وأنا على ثقة تامّة بأنّ الاستثمار في الموظفين يعود دوماً بأثر إيجابي على سير الأعمال بشكل عام.

والاستثمار الذي أقصده هنا يتجاوز حدود المحفّزات المادية ليشمل الثقة التي نُشعر زملاءنا بها، وتفهّمنا لمختلف التجارب والمعطيات، والتحفيز المستمرّ على التطوّر المهني والنمو واستكشاف مجالات جديدة، بما يُشعرالموظفين بالتقدير الذي يستحقونه. فالموظفون يستطيعون تحقيق المعجزات عندما يشعرون أنّ جهودهم تحظى بتقدير حقيقي.

فما يحفّزني على العمل كلّ يوم هو التقدير الذي أحصل عليه مقابل إسهامي بشكل فردي في إنجاز الأعمال وما أملكه من حرية تخوّلني المخاطرة واستكشاف طرق جديدة. والأهمّ من كلّ ذلك هو معاملتي وتقديري كإنسان قبل أن أكون موظفاً.

الثقة هي القيمة الأكثر أهمية خلال الفترات الصعبة

أحياناً، تحتاج الشركات والموظفون للتغلّب على التحديات التي تترافق مع التغيير والفترات الصعبة. وفي إطار الشركات، قد يعني التغيير الحاجة إلى إعادة هيكلة فرق العمل، أي الاضطرار في بعض الأحيان إلى الاستغناء عن خدمات الكثير من الموظفين الذين يملكون مؤهّلات عالية. ولكن في مثل هذه الأوقات الصعبة بالتحديد، كنت شاهداً بنفسي على التزام باير الدائم بالتعامل بأعلى درجات المصداقية والشفافية مع الموظفين الذين يبذلون قُصارى جهدهم للتكيّف مع التغييرات الحاصلة.

“لن أنسى يوماً الدعم الذي قدمه لي زملائي خلال هذه الجائحة التي لم يسبق لها مثيل. فمساندتهم لي ستبقى دوماً محفورة في قلبي.”

الثقة هي القيمة الأكثر أهمية لأيّ فريق عمل في أيّ شركة حول العالم. ولطالما حرصت باير على نشر ثقافة لا تقوم على تقدير الأداء المتميّز فحسب، بل تولي أيضاً أهمية كبيرة لحسن سلوك الموظفين والمصداقية في تعاملهم مع الآخرين. وعندما أنظر إلى باير بالتحديد، يمكنني أن أقارن عملية اختيار الموظفين فيها بعملية اختيار المقاتلين في وحدة العمليات البحرية الأميركية الخاصة (فريق “سيل” السادس”)، حيث يحصل عضو الفريق الذي يمتاز بأداء متوسط ويملك ثقة زملائه المطلقة على تقدير أكبر مما يحصل عليه ذلك الذي يمتاز بأداءٍ عالٍ، لكن لا يملك ثقة زملائه المطلقة. فهؤلاء هم الزملاء الذين سيكونون لكم خير سندٍ خلال الأوقات التي تحتاجون فيها إلى المساعدة.

وأذكر على سبيل المثال عندما اضطررت للسفر لفترة قصيرة من المملكة العربية السعودية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في فبراير 2020، وذلك لتحديث أوراقي الشخصية. ولكن شاء القدر أن تبلغ جائحة كوفيد-19 ذروتها خلال تلك الفترة بالتحديد، حيث أجبرتني فترات الإقفال العام على الابتعاد عن والدتي وزوجتي وابناي المقيمين في المملكة لمدة سبعة أشهر متتالية.

لن أتمكّن يوماً من ردّ الجميل لزملائي في فريق العمل القائم في المملكة. فلن أنسى يوماً ما قام به كلّ منهم، حيث بادروا بلا تردّد إلى الاعتناء بأسرتي وتزويد والدتي بما يلزمها من أدوية وإنجاز أصغر المهام، تماماً كما لو كنت أنا موجوداً شخصياً، ما جعلني أطمئنّ على أسرتي وأثق أنها بأمان تام. والدعم الذي تلقيته خلال هذه الجائحة التي لم يسبق لها مثيل لم ينحصر بزملائي فحسب، بل أتى كذلك من فريق الإدارة العليا. فمساندتهم لي خلال هذه الأوقات الصعبة ستبقى دوماً محفورة في قلبي.

الإلهام … ما بين الحياة والفنون

عائلتي هي مصدر قوتي وإلهامي الأول خارج إطار العمل. ولطالما كنت فخوراً بما تتحلّى به والدتي من عزمٍ وإصرارٍ استطاعت من خلالهما تربيتي أنا وأشقائي بمفردها بعد وفاة والدي، وإطلاق مسيرتها المهنية الناجحة من دون مساعدة أحد بالرغم من كلّ التحديات التي اعترضت طريقها. وبالطبع، لا يسعني سوى الإقرار أيضاً بإعجابي المطلق بقدرة زوجتي على تربية ولدينا الصغيرين وجعل مثل هذه المهمّة الصعبة تبدو في غاية السهولة.

أما خارج إطار العائلة، فلطالما كانت رواية القصص مصدر إلهام لي في حياتي اليومية. فكلّ من يعرفني يدرك تماماً أنه سيجدني دوماً في دور السينما أو في أقسام المتاجر المخصّصة لأحدث الألعاب الإلكترونية، حيث أستمتع بالقصص الشيّقة على اختلاف أنواعها وأشكالها. ووجدت أنّ الأفلام والألعاب التي تستند إلى قصص معينة يجب أن تحظى بالتقدير، لا لما تستخدمه من وسائل تكنولوجية حديثة فحسب، بل أيضاً لإسهامها في رسم واقع ما يدور حولنا من أحداث، والنظر إليها من زوايا مختلفة.

إنّ تقبّل الآخرين على اختلاف آرائهم ووجهات نظرهم هو ما ساهم في نجاحي خلال مسيرتي المهنية لغاية اليوم. وأتطلّع بالتأكيد إلى مواصلة هذه المسيرة الناجحة مع ذوي المواهب الذين أتقاسم وإياهم طريقة التفكير نفسها والكثير من القواسم المشتركة الأخرى.

--

--

Bayer Middle East

The official profile for Bayer in the Middle East, a global enterprise with core competencies in the life science fields of health care and nutrition.