المسيرة المهنية الناجحه هي ثمرة الشغف و المثابرة

Bayer Middle East
5 min readAug 31, 2022

محمد يحيى هو المسؤول عن شؤون صحة المرأة في شركة باير لمنطقة الشرق الأوسط. يروي لنا في مدوّنته عن تجربته في الحفاظ على شغفه المتجدّد بالمسيرة المهنية التي اختارها والتحدّيات التي تافق هذه المسيرة.

اعتبر المرحلة الثانوية في المدرسة بمثابة نقطة الانطلاق لمسيرتي اللاحقة، حيث بدأ طموحي يتطوّر للتألق وتحقيق الانجازات في عملي. فقد كان الحصول على المعدّل المطلوب للكلية التي كنت أحلم بالالتحاق بها في مصر أمراً تخلّله تعب وصعوبات، وذلك لأنّ اهتمامي الأساسي في الماضي لم يكن أبداً الدراسة، بل ممارسة الرياضة. ومع ذلك، استطعت أن أوظّف مهاراتي وطبيعتي التنافسية لأتميّز عن باقي زملائي في الفصل الدراسي، مما منحني الفرصة لالتحق في كلية الصيدلة بجامعة عين شمس.

وحافظت طوال سنوات دراستي الجامعية على معدل تراكمي مرتفع، تفوّقت و أصبحت صيدلياً. ولكن كان لدي شغف دائم خارج إطار دراستي واختصاصي، وهو تعلّقي بالرياضة وبعلم النفس. وكان اهتمامي بعلم النفس بوابة لطموحي ورغبتي في مجال التسويق.

بحلول السنة الثالثة من دراستي الجامعية، كنت مصمماً على المتابعة في عالم التسويق ليصبح مهنتي مدى الحياة، لهذا التحقت ببرنامج تدريبي في التسويق على قدر من الصعوبة، إذ لا تشمل نسبة النجاح إلا 30 أو 40 في المئة فقط من المتدربين. وقد التزمت بإتمام هذا البرنامج في غضون 18 شهراً قبل التخرج رسمياً كصيدلي في شهر يوليو من العام 2010.

“القيام بما تحب، وللأسباب التي تحبها, لا يقدّر بثمن”

بعض المستجدّات قد تقودك إلى حيث يجب أن تكون

بعد سنوات من الدراسة المكثّفة، كنت متحمساً للسفر مع أصدقائي احتفالاً بتخرّجنا من الجامعة، لكن الحظ فرض نفسه، فحصلت على فرصة وظيفية في باير قبل السفر. وانتابني شعور جيد حيال هذه الفرصة، لكن وقت المقابلة تزامن مع موعد السفر، مما دفعني إلى إلغاء رحلتي.

ولكونها أول تجربة مقابلة عمل في حياتي، حضرت إلى المقابلة من دون الاستعداد لها، لكن انتابني شعوراً ايجابيا. فكنت حديث التخرج ومن دون خبرة تذكر، ولكن استطاعت اللجنه التي قابلتني أن ترى جوانب جيّدة في شخصيتي وتفكيري. وحتى يومنا هذا، ما زلت مندهشاً كيف انتهى بي الأمر إلى اجراء مقابلتي الثانية في نفس اليوم، و اخباري بنجاحي بالحصول على الوظيفة أيضاً في يوم واحد! وها أنا اليوم حيث يمكنني القول أن قرار إلغاء رحلة التخرج كان أحد أفضل القرارات التي اتخذتها في اللحظة الأخيرة.

كان أحد الذين أجروا معي المقابلة هو الدكتور جاسر يسري ، كان يشغل منصب مدير المبيعات في مصر في ذلك الوقت، ولعب دوراً رئيساً في حياتي المهنية وتطوري الوظيفي. كان لكلماته حول مدى افتخاره بوجودي ضمن الفريق وقع وتأثير لا يمكن قياسهما لخريج جديد شعر بأنه ليس لديه شيئاً يقدمه. لقد أرست تلك الكلمات اللبنة الأولى من الولاء لعائلة باير.

وبعد أن بدأت عملي كمندوب مبيعات طبي وتطورت إلى ما أنا عليه اليوم، يمكنني أن أقول بثقة أن كلماته تلك مثّلت الجوهر الحقيقي لثقافة باير: من التمكين والتحفيز إلى الاحترام والتعامل الودّي والملهم.

ومنذ ذلك اليوم، لم أجرِ مقابلات إلا في باير. وأنا شاهد على أن كل التطور الذي تريده في حياتك المهنية يمكن أن يأتي من ضمن الشركة نفسها، هكذا استمرّ على مدار الاثني عشرعاماحتى الآن!

التحديات تدفعك غالباً إلى المكانة التي ترغب في بلوغها

بصفتي ممثلاً طبياً، واجهت أول تحدٍ لي في التعامل مع منتج حساس من ناحية السعر، أسبيرين، وعلى نطاق جغرافي واسع. لكنني كنت مصمماً على تحقيق أهدافي والحفاظ على وظيفتي. واستغرق ذلك الأمر تضحيات شتّى مثل البقاء بعد ساعات العمل وتمديد تغطيتي الجغرافية حتى أتمكّن من مضاعفة مؤشرات الأداء الرئيسية الخاصة بي. ومع ذلك، لم يكن أي من هذا ممكناً لولا دعم فريقي الأول في باير، وانتهى بي الأمر كأفضل من حقّق انجازاً على صعيد المبيعات في المنطقة خلال العام 2011 في مصر.

وخلال سنتي الثانية في باير، اعتدت أكثر على الدور المنوط بي، فقررت الانصياع أكثر في شغفي بالتسويق من خلال الانضمام إلى برنامج ماجستير إدارة الأعمال التنافسي، وهو برنامج أكاديمي مدته سنتين ونصف إلى 18 شهراً. فعملت خلال عطلات نهاية الأسبوع وحضرت لساعات طويلة جداً كل يوم في الحرم الجامعي. ومن خلال دعم عائلتيّ، في المنزل وفي باير، تمكّنت من التخرّج والتميّز عن أقراني، والاقتراب خطوة إضافية من الوظيفة الحلم.

“فليكن سعيك للنجوم — وحتى إن لم توفّق، فسوف تصل إلى القمر”

وفي العام 2016، وجدت فرصتي في استحداث منصب ”مدير العلامة التجارية”، وهو ما كنت أطمح للحصول عليه منذ انضمامي إلى باير. ومثابرتي على مر السنوات أوصلتني إلى حيث أردت أن أكون. لكن للأسف، وبينما كنت أنتظر رداً ايجابياً، انخفضت قيمة الجنيه المصري، وتضرّرت قطاعات الأعمال بشكل كبير. وبالتالي لم تعد وظيفة أحلامي ممكنة في ذاك الوقت.

شغفي والتزامي في أصعب اختبار

كانت تلك فترة مشحونه بالطاقة السلبية في حياتي المهنية والشخصية، وشعرت بأن شغفي والتزامي قد وضعا على المحكّ. لكن وجدت من عائلتي في باير دعماً استثنائياً سمح لي بالصمود في أصعب اللحظات والبحث عن تحدٍ جديد في عصر التحول الرقمي الذي بدأ يغير العالم من حولي.

كان الانتقال إلى العالم الرقمي مقلقاً، لكنه أكّد لي أن هذا هو الوقت المناسب للخروج من بيئة العمل المريحة الخاصة بي. وما بدأ كضرورة تحوّل إلى راحة كبيرة، ثم إلى شغف عزّز مهاراتي الجديدة في التسويق الرقمي.

في العام 2018، انفتح باب الفرص مرة أخرى مع إطلاق إيليفيت، إحدى أفضل العلامات التجارية للتغذية في مصر، وتم اختياري لأكون ضمن الفريق العامل على إطلاقها. ومع الالتزام والدافع لتحقيق النجاح، حصلت أخيراً على المنصب الذي سعيت إلى تحقيقه كمدير للعلامة التجارية.

وباقي الحكاية باتت من التاريخ، كما يقول المثل. لقد تمكّنت من قيادة حملات رائعة لأقوى علاماتنا التجارية، وتطبيق كل المعرفة والخبرة التي كان لي شرف في اكتسابها على مر السنين عبر شراكة وثيقة مع بعض الأشخاص الأكثر موهبة في باير. وسأبقى دائماً ممتناً للعمل على الحملات التي كانت ناجحة جداً من وجهة نظر تجارية واستثمارية، ومن حيث تحقيق مؤشرات أداء رئيسية لا تزال جزءاً لا يتجزأ من قطاعنا.

حياتك الشخصية يمكن أن تغذي رحلتك المهنية

لقد كانت الفكرة الدائمة في حياتي أن الشخصية دائماً تقود المسيرة المهنية. فأختي الوحيدة تعمل صيدلانية وكانت دوماً قدوتي، لذلك كان من الطبيعي بالنسبة لي أن أسير على خطاها. لقد كانت السبب في متابعة دراستي في الصيدلة.

وقد التقيت بزوجتي في كلية الصيدلة أيضاً، وارتبطنا بعد فترة وجيزة من حصولي على وظيفتي في باير. وبصرف النظر عن حبها ودعمها، فإن أعظم هدية قدمتها لي على الإطلاق هي يحيى “جونيور”، ابني الذي يشبهني تماماً.

حتى يومنا هذا، تعد ليلة حضور فيلم سينمائي معاً تقليداً بالنسبة لنا بغض النظر عن ازدحام جدول أعمالنا. ورغم تقلّبات الحياة وانعطافاتها، لم أتخلّ أبداً عن شغفي بالرياضة. وإن كان هناك من تطوّر في هذا الإطار، فهو حبي لكرة القدم و ممارسة التمارين الرياضية و “البادل” الذي نما كثيراً على مرّ السنين. وقد يكون جزءاً من ذلك التطوّر أيضاً أنّني أحب الطهي وتناول الطعام بالمقدار نفسه!

لا يوجد تأثير أقوى من تأثير الأم

أخيراً، لا يمكن للكلمات أن تصف مدى تأثير أمي على حياتي. لقد كان للقيم التي غرستها في داخلي في وقت مبكر من الحياة أثر كبير، خاصة وأنني رجل العائلة. فأي قرارات رئيسية اتخذتها في مسيرتي المهنية جاءت بعد استشارتها، حيث كانت دوماً تعزّز اعتقادي بأن الجهد المبذول لا يمكن يذهب سدىً. وبشكل أو بآخر، سوف تسمح الحياة لجهودنا المستمرة أن تؤتي ثمارها دائماً.

“فلتكن أحلامك كبيرة، وثق بنفسك وثابر على في المضي قدماً!”

--

--

Bayer Middle East

The official profile for Bayer in the Middle East, a global enterprise with core competencies in the life science fields of health care and nutrition.